منذ إعادة افتتاح مدينة إكسبو دبي برزت بصفتها إحدى وجهات دبي المرموقة، وبدأت باستقبال آلاف الزوار للاستمتاع بزيارة معالم المدينة، التي تشكل مرحلة الإرث لأول معرض إكسبو دولي يقام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
واستضافت مدينة إكسبو منذ افتتاحها العديد من الأنشطة والفعاليات، من ضمنها مدينة الشتاء التي تختتم فعالياتها اليوم، فيما تبدأ احتفالات رأس السنة الصينية في مدينة إكسبو دبي بعد غد، حيث يقام العرض الكبير «عام صيني جديد سعيد»، وتستمر فعاليات العام الصيني الجديد حتى 28 يناير.
ومن المرتقب أن يكون حدث هذا العام الأضخم من نوعه خارج الصين، إذ يضم حوالي 60 عرضاً جماعياً، وأكثر من 20 موكباً و25000 مشارك، ومدينة إكسبو دبي شريك استراتيجي للموكب الكبير «عام صيني جديد سعيد»، الذي تستضيفه سفارة جمهورية الصين الشعبية في دولة الإمارات، والقنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في دبي، وهلا بالصين، بدعم من وزارة الثقافة والسياحة الصينية.
وإضافة إلى جناحي تيرا وألِف، حيث كانت بداية رحلة مدينة إكسبو دبي من خلال افتتاحهما للجمهور في سبتمبر الماضي، يتمكن الضيوف من زيارة جناح الرؤية الآسر، وجناح المرأة الملهم، وشلالات إكسبو المذهلة، والصعود في الهواء عبر حديقة الثريا.
كما سيستمتع الزوار بعد غروب الشمس بمشاهدة عرض ضوئي ساحر على قبة ساحة الوصل، يحتفي بروح التعاون والإبداع لهذه المدينة المستقبلية التي يقودها الابتكار، ويقدم عرض ساحة الوصل على مدار خمس أمسيات كل أسبوع من يوم الأربعاء حتى الأحد، فضلاً عن العروض الفنية المتجولة التي ستكون من الساعة الرابعة وحتى الثامنة مساءً من أيام الجمعة والسبت والأحد.
كما يستمتع الزوار بأشهى الوجبات، حيث عادت منافذ الأطعمة والمقاهي والمثلجات والعصائر الأكثر شهرة في إكسبو 2020 دبي إلى مدينة إكسبو دب.
حيث يستمتع الزوار بتناول الأطعمة الإماراتية التقليدية في مطعم ومقهى الفنر، والوجبات الشهية في مطعم البيك السعودي الشهير، والمأكولات الإيطالية اللذيذة في مطعم إيكو بيتزا وباستا، إضافة إلى مأكولات ومشروبات متنوعة يقدمها «ذا مطر فارم إكسبرس» و«بي كافيه» و«وفل» و«تروبيكول» و«ديلي دوس كافيه» و«لاسير».
تجربة استثنائية
وتوفر زيارة الأجنحة الأربعة للزوار تجربة استثنائية ملؤها الإلهام، وذلك انطلاقاً من عرض مميز لرؤية قائد حوّل دبي إلى واحدة من أبرز مدن العالم، مروراً بدور المرأة في مسيرة التقدم والنهضة البشرية، وأيضاً التركيز على الحلول الناجعة لحياة أكثر انسجاماً مع الطبيعة، وصولاً إلى أهمية التنقل في ترسيخ التواصل ودعم مسيرة التقدم البشري.
ويستقبل كل من الرؤية والمرأة وتيرا وألِف الزوار يومياً من العاشرة صباحاً إلى السادسة مساءً، ويبلغ سعر التذاكر 50 درهماً لكل جناح، ويمكن للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أقل وأصحاب الهمم زيارة الأجنحة بعد حصولهم على تصريح مجاني من أحد مراكز بيع التذاكر.
وتتيح التذكرة المميزة ليوم واحد للزوار الاستمتاع بأربعة أجنحة، هي تيرا وألف والرؤية والمرأة (سيتم إضافة المزيد من الوجهات لاحقاً) مقابل 120 درهماً، ويبلغ سعر تذكرة حديقة الثريا 30 درهماً، وهي مجاناً للأطفال من سن الخامسة وما دون وأصحاب الهمم.
من جهتها، تواصل ساحة الوصل التي شكلت قلب إكسبو 2020 دبي النابض مهمتها بوصفها مركز الالتقاء في مدينة إكسبو دبي، وتستمر في بث عروض بصرية خلابة وفعاليات متنوعة على امتداد الأسبوع.
وتظلل الساحة قبة فولاذية يصل قطرها إلى 130 متراً وارتفاعها 67.5 متراً كارتفاع مبنى مؤلف من 22 طابقاً، في حين يبلغ إجمالي طول القضبان الحديدية للقبة 13.6 كم، ما يعادل طول برج خليفة 16 مرة، كما يبلغ وزن القبة 350 طناً، وهو ما يقارب وزن طائرة إيرباص إيه 380 كتلك المستخدمة في طيران الإمارات، وقضبان القبة مزودة بمصابيح تعمل بتقنية الـ«إل إي دي».
ويغطي الساحة سقف من الصلب والقماش على شكل قبة استُوحي تصميمه من شعار إكسبو 2020 دبي، وتمثل تلك القبة الأيقونية شاشة عرض عملاقة، ويبلغ وزن الفولاذ المستخدم لإقامة القبة 2544 طناً، تتشكل من خلال 1162 مقطعاً فولاذياً منحنياً تلتحم معاً لتشكّل 346 قطعة فنية لتكوّن الهيكل الرئيسي لقبّة الوصل.
كما يبلغ عدد مصابيح الإنارة 2742 مصباحاً يعمل بتقنية الـ«إل إي دي» معلقة بقبّة الوصل للإضاءة، يربطها أكثر من 25 ألف متر من الكوابل الكهربائية الممتدة داخل الهيكل الفولاذي.
أما برج حديقة الثريا، الذي يرتفع 55 متراً عن سطح الأرض، فهو برج مراقبة يتيح رؤية بنطاق 360 درجة لموقع المدينة، وطابقه العلوي مزروع بعشرة من أشجار البونسيانا الصفراء، ويتصل بالطابق السفلي المكيَّف عبر مجموعة من السلالم. وتتأقلم أشجار البونسيانا الصفراء، التي تُعرف أيضاً بأشجار اللهب الأصفر، مع المناخ المميز لدولة الإمارات، وتشكل جزءاً لا يتجزأ من حدائق دبي وشوارعها.
وتشكل شلالات إكسبو السريالية جزءاً أساسياً من معالم مدينة إكسبو دبي، وتمزج الشلالات بين فنون الضوء والتأثيرات الصوتية وتدفق الماء لخلق تجربة فنية بصرية لا تُنسى. وتبث هذه التجربة الغامرة، المحاطة بحديقة عمودية، مشاهد بصرية وصوتية فاتنة للحواس طوال اليوم.
ألِف
يقدم جناح التنقل «ألِف» لزواره تجربة غامرة تصحبهم في رحلة عبر الزمان والمكان ليستكشفوا طرق تفاعل البشر وتنقُّل البضائع والأفكار والبيانات، التي أصبحت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.
ولتسليط الضوء على قصة التنقل العالمي بطرق غامرة وملهمة، يُجسّد الجناح الدور الحيوي لدولة الإمارات والعالم العربي في النهضة البشرية، وذلك عبر رحلة تستعرض كل ما يمتُّ للتنقل بصلة، بدءاً بالاستكشافات القديمة ووصولاً إلى مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ. ويمر الزوار مع نُصُب تبدو صوراً حية بارتفاع تسعة أمتار لشخصيات من العصر الذهبي للحضارة العربية، منها الملاح ابن ماجد، والرحالة ابن بطوطة.
وذلك تقديراً لإسهام هذه الشخصيات في دفع عجلة التنقل العالمي على مدى قرون. وتُستخدم قصص أعلام التاريخ هؤلاء لاستكشاف مفهوم التنقل وقوته وتأثيره واسع الانتشار، فضلاً عن تسليط الضوء على ابتكارات من المنطقة العربية حفّزت على التطور في الاستكشاف البشري والتنقل.
وانطلاقاً من هناك، تمضي التجربة قُدماً عبر الزمن إلى القرن الحادي والعشرين، ليدخل الزائر عالماً افتراضياً عامراً بالبيانات، قبل الانتقال إلى مدينة المستقبل، حيث يحصل الزوار على لمحة عن مستقبل التنقل في السنوات والعقود المقبلة.
تيرا
وفي سياق متصل، تتكون تجربة زيارة «تيرا» من ثلاثة محاور رئيسية، هي التعليم والغذاء والماء، تشرح للزوار من خلال معروضات تفاعلية ضخمة قضايا ومفاهيم الاستدامة الرئيسية، وتطلب منهم عبر متاهة التوازن العملاقة أن يتعاون العديد من الأشخاص لإعادة التوازن إلى الأرض.
إضافة إلى مختبر «قيم المستقبل»، الذي يعرض حلولاً حقيقية للتحديات المثارة في عالمنا، وتجسد «تيرا»، التي تعني الأرض، الالتزام بالاستدامة، ويختتم الزائر الرحلة بعهد يقطعه على نفسه بدعم التغيير الإيجابي، للحفاظ على موارد المعمورة وعدم هدرها لتبقى وفيرة للأجيال المقبلة، وتوصل له رسالة مفادها أن الخطوات الفردية الصغيرة من شأنها أن تحدث تأثيراً جماعياً عظيماً.
وتبرز «تيرا» الخبرة المستلهمة من جناح الاستدامة، الذي يمثل تحفة عمرانية استثنائية تدفع حدود التصميم المستدام وتطبق أحدث التقنيات المتطورة، بما يستجيب لأعلى المعايير العالمية في مجال العمارة المستدامة.
0 Comments: