دبى ال4 عالميا فى الاستثمار بالامن السيبرانى
تصدّرت دبي مدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونالت المركز الرابع على مستوى العالم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى قطاع الأمن السيبراني، بحسب قاعدة البيانات عن مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر، التابعة لموقع «انفستمنت مونيتور» الشبكي البريطاني المتخصص في شؤون الاستثمارات حول العالم.
واعتمدت قاعدة البيانات التي أعلنها الموقع أمس عن المقارنة بين مدن العالم استناداً إلى مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع الأمن السيبراني التي استقطبتها خلال الفترة من 2019 إلى 2021.
وأوضحت البيانات أن دبي، استقطبت 9 مشروعات جديدة من مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع الأمن السيبراني خلال الفترة المذكورة.
واستعرضت قاعدة البيانات الجهود التي تبذلها حكومة دبي فيما يتعلق بتعزيز الأمن السيبراني بالإمارة، موضحة أن من أبرز هذه الجهود مبادرة «دبي الرقمية»، والتي أطلقتها حكومة دبي في يونيو من العام الماضي للإشراف على جهود نشر التقنية، تدفق البيانات، التحول الرقمي والأمن السيبراني في دبي.
وأضافت إن «مركز دبي للأمن الإلكتروني»، والذي يُعد جزءاً من «دبي الرقمية»، قد أطلق في أبريل الماضي مبادرة «سايبر نود»، والتي تهدف إلى تنمية قوى عاملة متخصصة ومؤهلة في مجال الأمن الإلكتروني، عبر توفير الدورات والبرامج التدريبية والتوعية الخاصة بهذا المجال لكل فئات المجتمع.
وتفوقت دبي على باريس، وبلفاست، وسيدني، وبنغالور ودابلن، والتي جاءت في المراكز من الخامس إلى العاشر، على التوالي.
وكانت الصدارة من نصيب لندن، التي استقطبت 16 مشروعاً جديداً في قطاع الأمن السيبراني لديها خلال الفترة من 2019 إلى 2021 وجاءت سنغافورة في المركز الثاني، حيث استقطبت خلال الفترة المذكورة عدد 13 مشروعاً، ومونتريال في المركز الثالث، بعدد 10 مشروعات.
أكّد خبراء في الأمن السيبراني، نمو سوق الأمن السيبراني في الإمارات بنسبة 30% سنوياً منذ 2019، وهو ضعف معدل نمو السوق ما قبل كورونا، لافتين إلى أن زيادة حجم الهجمات السيبرانية في الدولة نتيجة العمل عن بعد وتسارع التحول الرقمي كان فرصة لتعزيز مرونة دفاعات الشركات في مواجهة تحديات المستقبل.
وأضاف الخبراء في تصريحات خاصة لـ«البيان» أن الإمارات تستحوذ حالياً على النسبة الأكبر من سوق للأمن السيبراني في المنطقة بقيمة تصل إلى حوالي 25 مليار درهم، متوقعين استمرار نمو استثمارات الشركات في الأمن السيبراني مدفوعة بزيادة التحول الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي ودخول منتجات تقييم ثغرات الضعف والذكاء الاصطناعي والتعامل الاستباقي مع الهجمات التي تستهدف البيانات والآلات على حد سواء.
وأشار الخبراء في تصريحات على هامش معرض الخليج لأمن المعلومات، إلى أن المبادرات والسياسات التي وضعتها حكومة الإمارات لتعزيز أمن البيانات خلال جائحة «كوفيد 19» أسهمت بشكل كبير في استمرار عملية التحول الرقمي بشكل آمن ودفع المشاريع المبتكرة القائمة على التقنيات الناشئة والتي رأى الكثير منها النور خلال فترة الجائحة.
ضرورة حيوية
أكد جاسم العوضي، مدير إدارة تنفيذي في قطاع الخدمات الحكومية وحسابات العملاء الرئيسيين في «دو»، التزام مزود الاتصالات بتقديم مختلف أشكال الدعم لعملائها من المؤسسات والجهات الحكومية لمساعدتها على مواكبة متطلبات الاقتصاد الرقمي، ومن ضمنها الأمن السيبراني. وأضاف العوضي على هامش «جيسيك» أن دو تعمل باستمرار على التحقق من أن البنية التحتية الرقمية تمتع بالمستوى المطلوب من الحماية.
مؤكداً أهمية ذلك كركيزة وضرورة حيوية في هذه الرحلة، وذلك بالنظر إلى حجم التحديات التي يشهدها الفضاء الرقمي نتيجة الاعتماد المتزايد على الحلول والتقنيات الرقمية. وأضاف: انطلاقاً من مكانتنا كشركة وطنية إماراتية رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تتمثل مهمتنا بمساعدة عملائنا على الارتقاء بمنظومة خدماتهم ومنصاتهم الرقمية والاستعداد على النحو الأمثل للمستقبل.
وكنا قد أعلنا في شهر يونيو من العام المنصرم عن إطلاق مركزنا الجديد للدفاع والأمن الإلكتروني بالشراكة مع «ويبرو»، حيث يهدف المركز إلى تقديم الدعم للشركات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص لحمايتها من التهديدات والهجمات الإلكترونية.
فضلاً عن تعزيز مرونتها وقدرتها على التنبؤ والكشف عن التهديدات والمخاطر الإلكترونية وتحليلها والاستجابة لها والتخفيف من حدتها على نحو سريع وفعّال على مدار الساعة. ويستند المركز في عملياته إلى حالات استخدام مثبتة، كما تم تزويده بأحدث التقنيات الرائدة تحت إشراف فريق عالمي من الخبراء والباحثين والمحللين الأمنيين الذين يتمتعون بخبرات واسعة في مجال الأمن السيبراني.
هجمات الفدية
وقال جميل أبو عقل، مدير هندسة المبيعات في المنطقة الناشئة في شركة «مانديانت» إن الشركات في الدولة أصبحت أكثر إدراكاً لأهمية الاستثمار في الأمن السيبراني، مشيراً إلى نمو السوق بشكل مستمر بفضل دعم دولة الإمارات من خلال مجلس الأمن السيبراني الذي يتواصل معنا بشكل مستمر لنشر الوعي بأهمية حماية البيانات في الشركات ووضع التوجيهات التي تتوافق مع أفضل الممارسات العالمية.
وأضاف أبو عقل أن تقرير «مانديانت» يشير إلى تزايد هجمات الفدية في الإمارات بسبب تسارع التحول الرقمي وزيادة الخدمات والأجهزة المتصلة في الدولة والعالم عموماً.
وأضاف: «هنالك تركيز من جانب المخترقين والجهات غير المشروعة على استهداف الدول التي تقوم بمبادرات التحول الرقمي كما أن هنالك تغيراً في القطاعات المستهدفة من ربع إلى ربع سنوي، فمثلاً استحوذ قطاع الهندسة والإنشاءات في الربع الأول من العام الحالي على أعلى نسبة من الهجمات، فيما شهد قطاع التجزئة أعلى نسبة من الهجمات خلال الربع الأخير من العام الماضي».
وقال إن الأمن السيبراني أصبح أولوية في الكثير من شركات الإمارات، مشيراً إلى أن معرض جيسيك يوفر منصة مثالية للتواصل مع الشركات ووضع خطط للتعاون بين الشركات في القطاعين الحكومي والخاص في الإمارات والمنطقة.
تعزيز الوعي
قال محمد خالد، المهندس الإقليمي للحلول لدى شركة أكرونيس للأمن السيبراني، إن ازدياد حجم الهجمات بسبب العمل عن بعد أدى إلى زيادة حجم الهجمات الإلكترونية. وأشار إلى أن حوالي 25% من العاملين في الشركات حالياً ليس لديهم دراية بمبادئ الحماية الإلكترونية، لافتاً إلى ضرورة نشر الوعي بخصوص الطرق السليمة للتعامل مع تلك الهجمات وحماية البيانات وتفادي الهجمات كالفدية وغيرها.
وأضاف: «تشير دراساتنا إلى أن 80% من هجمات الفدية في الإمارات تحصل من خلال البريد الإلكتروني. ومن خلال تعزيز الوعي لدى المستخدمين في الشركات يمكن خفض تلك النسبة بشكل كبير، أي أن العنصر البشري ما يزال خط الدفاع الأول ضد الهجمات السيبرانية».
0 Comments: