نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال أعوام قليلة في تحويل طموحاتها الكبيرة في مجال الفضاء إلى واقع ملموس وإنجازات غير مسبوقة أعادت من خلالها أمجاد المستكشفين العرب في هذا المجال، متسلحة بإرادة التفوق والنجاح والكوادر المواطنة المؤهلة، وفوق ذلك جميعاً رؤية وطنية لقيادة تتمتع بقدرة كبيرة على استشراف مستقبل مستدام، وشكلت مشاريع الإمارات الفضائية إنجازات علمية ومعرفية لخدمة البشرية.
وتعتبر إنجازات الإمارات في قطاع الفضاء مصدر فخر لكل العرب، حيث عززت لديهم ثقافة اللامستحيل، وأعادت الثقة لهم في قدرتهم على الإنجاز والتطوير، وترك بصمة دامغة في مختلف مجالات العلوم وتطويعها، بل والإضافة إليها.
ويعزز حوار أبوظبي للفضاء تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يومي 5 و6 ديسمبر، مكانة الإمارات كبيئة خصبة وجاذبة للمستثمرين ورواد الأعمال في قطاع الفضاء، ومحفزة للاستثمارات الأجنبية الراغبة في دخول هذا القطاع.
حيث يستقطب عشرات الشركات التي تستعرض مشروعاتها خلال الحدث العالمي. وما يميز مشاريع ومبادرات الإمارات الفضائية أنها تستهدف خدمة الإنسانية جمعاء.
ودعم مسيرة المعرفة البشرية من خلال ما تتيحه من معلومات وبيانات مهمة وجديدة للمجتمع العلمي العالمي، لتؤكد الإمارات أنها صاحبة رسالة حضارية وإنسانية عالمية، وتعمل دائماً بطموح لا يعرف المستحيل وهمة لا تتوقف من أجل تحقيق مستقبل أفضل للبشرية، وتأسيس حقبة جديدة في علوم الفضاء وتطوير تقنياته.
استراتيجية
وتدعم المشاريع المستقبلية تحقيق استراتيجية مئوية الإمارات 2071 والتي تؤكد على الاستثمار في البحث، والتطوير في القطاعات الواعدة، والتركيز على تلك التي تعتمد على الابتكار والريادة والصناعات المتقدمة وعلى رأسها قطاع الفضاء، وتطوير استراتيجية اقتصادية وصناعية وطنية تستشرف المستقبل، وتضع الإمارات .
ضمن الاقتصادات المهمة في العالم، وتربية وتنمية جيل من المهندسين والباحثين والعلماء الإماراتيين، ودعم إسهامهم في تطور العلوم والتقنية، والتنسيق والتكامل مع الدول المتقدمة في هذا الشأن، وتحسين المستوى المهني لدى الكوادر الوطنية.
وتشجيع تصدير المنتجات والخدمات الوطنية المتقدمة لمختلف أنحاء العالم عن طريق برامج متخصصة ومكثفة، ودعم وتشجيع زيادة نماذج الشركات الإماراتية الرائدة، ودعم القطاع الخاص من خلال إشراك رواد الأعمال والشركات الناشئة في المشاريع الوطنية الكبرى مثل مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.
رؤية
وتجسد مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله:
«الإمارات تقود الحراك العربي في قطاع الفضاء، ولدينا إيمان بقدرات العقل العربي والعلماء العرب، أمتنا العربية لديها من العلماء والخبرات العلمية والطاقات الاستثنائية ما يؤهلها لخوض سباق التطوير والابتكار في قطاع الفضاء وتحقيق التفوق والريادة» رؤية الإمارات فيما يتعلق بإعادة الأمجاد العربية وبث الروح فيها من جديد في مجال علوم الفضاء والفلك، وتبين ذلك من خلال مبادرات عدة أطلقتها الإمارات لدعم القطاع العربي الفضائي.
وذلك ترسيخاً لجهود الدولة في تعزيز القطاع العلمي والمعرفي الإقليمي، وتشجيع العرب على تحقيق نقلة نوعية في اهتماماتهم وإطلاق العنان لطموحاتهم للتفوق في مجال الفضاء.
ويعتبر القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني المشترك «ضوء-1» الذي تم إطلاقه إلى محطة الفضاء الدولية عام 2021، أحد ثمار الدعم الفعلي الذي تقدمه الإمارات لتعزيز وتطوير قطاع الصناعات الفضائية في الوطن العربي، حيث جرى تصميم وبناء القمر الاصطناعي بأيدٍ وكفاءات إماراتية وبحرينية من مختلف التخصصات الهندسية، وعمل الفريق المشترك على إنجاز المشروع في مختبرات الفضاء في جامعة خليفة وجامعة نيويورك أبوظبي بدولة الإمارات.
كفاءات
وبهدف تأهيل كوادر إماراتية متميزة في مجال الفضاء لرفد القطاع بالكفاءات مستقبلاً على المستوى الوطني والعربي والعالمي، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2017 برنامج الإمارات لرواد الفضاء، لتطوير فريق وطني من رواد الفضاء يحقق تطلعات الدولة والعرب في الاستكشافات العلمية والمشاركة في رحلات الاستكشاف المأهولة.
حيث أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، عن اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي.
وفي أولى ثمار نجاح هذا البرنامج، وصل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر 2019، حيث أجرى 16 تجربة علمية بالتعاون مع شركاء دوليين، من بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية في بيئة الجاذبية الصغرى «Microgravity«وهي بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً.
وذلك لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر.
وفي أبريل 2021 أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، اسمي رائدي الفضاء الإماراتيين الجديدين ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء في دورته الثانية، ومن بينهما أول رائدة فضاء عربية، في خطوة تترجم سعي دولة الإمارات العربية المتحدة المتواصل نحو الريادة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، ليواصلا مسيرة الإنجاز العلمي للدولة في قطاع الفضاء عربياً وعالمياً .
وذلك ضمن فريق وطني من رواد الفضاء المؤهلين القادرين على تحقيق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية، والمشاركة في رحلات الاستكشاف الفضائية المأهولة. وينضم الرائدان الجديدان إلى رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، ليشكلوا معاً فريقاً رباعياً تحت مظلة برنامج الإمارات لرواد الفضاء، بما يدعم طموح الإمارات في مجال استكشاف الفضاء.
وتدرك دولة الإمارات الأهمية المتزايدة للأقمار الاصطناعية في المجالات كافة، ودورها في توفير بيانات وصور ذات قيمة علمية عالية، وما يميز التجربة الإماراتية أن المردود الإيجابي لهذه البيانات لم يقتصر عليها وإنما شمل المنطقة والعالم بوجه عام، ولعل نظرة سريعة إلى طبيعة الاستخدامات المختلفة لأقمار الإمارات الاصطناعية يؤكد ذلك بوضوح، حيث تسهم الأقمار الوطنية في توفير خدمات اتصالات رئيسية تشمل: الإنترنت، البث الفضائي، ربط الشبكات.
وحلول الاتصالات المتنقلة للكثير من دول العالم، إلى جانب تزويد المنظمات الحكومية الدولية بمجموعة هائلة من البيانات والصور عالية الدقة بهدف دعم جهودها المبذولة للتصدي للتحديات وإدارة الكوارث العالمية.
ويعتبر «خليفة سات» أول قمر اصطناعي لمراقبة الأرض يتم تصميمه وتصنيعه في الإمارات ليسهم في تعزيز مكانة الدولة بين الدول المصنعة الرائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء في العالم ودورها في الإسهام الفاعل في تقدم البشرية عن طريق توفير بيانات التصوير بالأقمار الاصطناعية القيمة.
أيقونة
ويشكل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» بداية لسلسلة مهام علمية غير مسبوقة ستقدم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ البشرية. وحقق المسبار منذ بدء مهامه العديد من الإنجازات العلمية، ومنها التقاط أول صورة شاملة لظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ أثناء الليل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة.
كما قدم معلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة، وأرسل صور بركان «أوليمبوس مؤنس» الذي يعد أكبر بركان في المجموعة الشمسية، إضافة إلى نجاحه في تسجيل ملاحظات فريدة حول العواصف الغبارية المريخية وطريقة تطورها وانتشارها في مساحات شاسعة من الكوكب.
وتماشياً مع تعهدها بالنهوض بتكنولوجيا الفضاء لخدمة البشرية، شاركت الدولة بيانات «مسبار الأمل» التي تم مشاركتها مع أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث بشكل مجاني، حيث بلغ إجمالي حجم البيانات التي جمعها مسبار الأمل حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر نحو 1.2 تيرابايت.
طموح
تطمح دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيق المزيد من النجاحات في قطاع الفضاء في المستقبل واستمرار دورها في تأدية دور إيجابي في البحوث العلمية والاستكشافات الدولية المتصلة بهذا المجال، وذلك للمساهمة في نمو وازدهار قطاع الفضاء العالمي، مرتكزة في ذلك على الدعم اللامحدود من جانب القيادة الرشيدة، ومتسلحة بالكوادر البشرية المواطنة المؤهلة للانطلاق بهذا القطاع إلى مرحلة أكثر تقدماً في الأعوام المقبلة.
اتخذت الإمارات منذ مرحلة التأسيس، من الاستدامة في كافة القطاعات، منهجاً راسخاً لمسارات التنمية الشاملة، الأمر الذي ينسجم مع مبادئ الـ 50 ومئوية الإمارات 2071 وكافة الاستراتيجيات التنموية للدولة.
وتتجاوز جهود الإمارات في الحفاظ على استدامة البيئة ومواجهة التحديات الناتجة عن التغير المناخي، الأرض لتعانق الفضاء من خلال مشاريع إماراتية فضائية تنتج كمية كبيرة من البيانات التي ترصد حجم التغيرات التي تدخل على البيئة من أجل المساعدة في وقف الهدر البيئي.
ويناقش حوار أبوظبي للفضاء الذي ينطلق يومي 5 و6 ديسمبر المقبل تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قضايا الاستدامة التي تعتبر محوراً رئيسياً في الحدث العالمي، الذي سيركز على دور قطاع الفضاء في تقديم حلول للتحديات التي يشكلها تغير المناخ.
رصد
وتمتلك الدولة عدداً من المشاريع الفضائية المتخصصة في رصد المستجدات التي تطرأ على الأرض، الأمر الذي وضعها في مرتبة متقدمة بين الدول التي تمتلك مشاريع توفر بيانات ترصد التغير المناخي والتي تعتبر أحد أهم التحديات التي تواجه العالم في الوقت المعاصر.
وتؤكد هذه المشاريع أن دولة الإمارات تدرك جيداً أن استدامة الأنشطة الفضائية في المستقبل، شرط رئيسي لتحقيق أقصى فائدة من تكنولوجيات الفضاء، خاصة من جهة رصد التغيرات التي قد تطرأ على الأرض.
وذلك من أجل المساهمة في الحد من المشاكل الناتجة عن التغير المناخي في العالم، الأمر الذي يصب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تعتبر أحد مرتكزات مئوية الإمارات 2071 والتي تسعى إلى جعل الإمارات الدولة الأفضل على مستوى العالم عبر ترسيخ بيئة تضمن للأجيال الحالية والقادمة العيش في أمن واستقرار ورفاه اجتماعي.
سرب
وتستهدف الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء إطلاق مهمات فضائية علمية ملهمة تساعد في مواجهة المشكلات التي تواجه العالم، ويأتي على رأسها تحدي تغير المناخ، حيث تدرك الدولة جيداً، حجم التداعيات الناتجة عنه على مستقبل البشرية، ولم تأل الإمارات جهداً في سبيل مواجهة هذه التداعيات عبر مشاريع فاعلة على رأسها البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرادارية للاستشعار عن بعد «سرب» والذي يستهدف تطوير سرب من الأقمار الرادارية.
والتي تعمل على تقديم تصوير راداري على مدار الساعة وفي مختلف الظروف الجوية. ويستعين المشروع بتكنولوجيا متطورة تعمل على تصوير الأرض في مختلف الظروف الجوية وبدقة متر واحد، الأمر الذي يساعد على تطوير وترسيخ تنافسية الدولة في قطاع الفضاء والحفاظ على البيئة من عوامل التغير المناخي. وتلبي منظومة الأقمار الاصطناعية مختلف الاحتياجات الاقتصادية والبيئية، الأمر الذي يدعم تنافسية الإمارات واقتصادها الوطني عبر تبني تكنولوجيا فضائية متطورة تخدم مختلف القطاعات الحيوية بالدولة.
حلول
ويدعم «سرب» جهود الإمارات الحثيثة التي تسعى لاستحداث حلول للمشاكل الناتجة عن التغير المناخي والتي تهدد استدامة البيئة على كوكب الأرض، كما يأتي المشروع في إطار سعي الدولة الرامي إلى تكامل الجهود المبذولة لمواجهة الكوارث وتحديات الأمن الغذائي وغيرها، وذلك عبر الاعتماد على كوادر مواطنة مؤهلة وشركات إماراتية.
مسبار الأمل
ويعتبر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، واحداً من أهم المشاريع الإماراتية التي تستهدف دعم استدامة البيئة ومواجهة التغير المناخي، وتتعدد المهام المنوطة بمهمة مسبار الأمل، حيث تستهدف تكوين فهم أعمق حول التغيرات المناخية على سطح المريخ، ورسم خارطة توضح طبيعة طقسه الحالي عبر دراسة الطبقة السفلى من غلافه الجوي.
كما يسعى «مسبار الأمل» إلى دراسة تأثير التغيرات المناخية على المريخ في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي عبر بحث العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية. ويتعاون فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، مع المجتمع العلمي العالمي لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة، ودراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين.
والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء. ويتعاون فريق عمل المشروع والمجتمع العلمي في تقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ، وتقديم صورة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير الطقس في المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة.
ويسعى المسبار أيضاً إلى مراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة، والكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ والبحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.
ساس
ويسعى برنامج «ساس» للتطبيقات الفضائية الذي أطلقته وكالة الإمارات للفضاء في 2021 إلى إيجاد حلول لتحديات الاستدامة العالمية، وتعزيز الشراكات والاستثمارات المحلية والعالمية الفاعلة في صناعة الفضاء، وبناء ثقافة وخبرة وطنية عالية في مجال الفضاء. ويمثل البرنامج بارقة أمل جديدة تساعد على تطوير حلول لتحديات الاستدامة العالمية، والذي يتضمن العديد من المبادرات بما فيها مبادرة الأمن الغذائي وتغير المناخ، ومبادرة المراقبة البيئية والغطاء النباتي، والطاقة والبنية التحتية.
ويستهدف البرنامج تعزيز الدعم للشركات الناشئة والباحثين ومراكز الأبحاث لتطوير تطبيقات قائمة على بيانات الأقمار الاصطناعية، وذات قيمة تجارية، وكذلك ترويج استخدام بيانات الأقمار الاصطناعية وتعزيز الطلب على خدمات القيمة المضافة من التطبيقات الفضائية، وتحفيز الابتكار وتشجيع الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص.
وكانت وكالة الإمارات للفضاء، أعلنت فوز فريق شركة «فارمن» الإماراتية، وهي شركة ناشئة متخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد، بجائزة تحدي «التغير المناخي»، والذي أطلقته مؤخراً بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي، وذلك ضمن برنامج حلول الفضاء «ساس» للتطبيقات الفضائية.
مزن سات
ويسعى مشروع «مزن سات» إلى تطوير القدرات المحلية المتقدمة في البحث والتطوير والتصنيع لتكنولوجيا الفضاء. ويؤكد «مزن سات»، أن قضايا البيئة في الدولة لا تشغل فقط اهتمام القيادة، بل تدخل كذلك اهتمام كافة فئات المجتمع وعلى رأسهم الطلبة، الذين صمموا وطوروا هذا القمر، والذي أطلقته وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع جامعة خليفة والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة من أجل دراسة الغلاف الجوي للأرض.
ويستعين القمر بـ 3 أجهزة علمية هي: المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجهات القصيرة الذي يعمل على دراسة توزيع غازات الانبعاث الحراري في الغلاف الجوي، إلى جانب كاميرا رقمية RGB تعتبر أداة علمية لتوضيح عملية الاستشعار عن بعد ودعم دقة الإرشاد الخاص بالمقياس الطيفي. وأما الجهاز العلمي الثالث فيتمثل في أنظمة الدعم الفرعية BUS التي تتكون من الهيكل الميكانيكي والطاقة والحاسوب الرئيسي للقمر وأنظمة الاتصالات ونظام التوجيه والتحكم.
ويستخدم القمر في قياس كمية غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون وتوزيعهما في الغلاف الجوي باستخدام جهاز علمي يعمل بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة وبالتحديد ما بين 1000 - 1650 نانو متر.
البيانات الفضائية
وأطلقت وكالة الإمارات للفضاء «مجمع البيانات الفضائية»، كمنصة رقمية لجمع وتوفير البيانات الفضائية للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع بهدف تطوير برمجيات وإيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية والعالمية.
وتهدف مبادرات مشروع مجمع البيانات الفضائية، إلى توفير منظومة ابتكارية لبيانات وتقنيات الفضاء لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية، وزيادة الاعتماد على الفضاء لمواجهة التحديات الوطنية.
«دي إم سات 1»
ويعتبر «دي إم سات 1» أول قمر اصطناعي نانومتري بيئي لبلدية دبي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، ويهدف إلى توظيف تكنولوجيا الفضاء وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز منظومة الرصد البيئي على مستوى الدولة، إضافة إلى رصد تراكيز الجسيمات العالقة في الغبار، ورصد تراكيز الغازات المسببة لظاهرة التغير المناخي ثاني أكسيد الكربون والميثان وبخار الماء.
منصة عالمية
يهدف حوار أبوظبي للفضاء إلى جعل الإمارات منصة عالمية تلتقي فيها الجهود المشتركة بين كافة القطاعات المعنية بالفضاء، حيث يعمل على توحيد الرؤى والأفكار واستعراض أهم التحديات، والخروج برؤية مشتركة وموحدة.
وتتمحور أهداف الحوار حول مناقشة الاحتياجات العالمية من القدرات الاستراتيجية والخدمات والبنى التحتية والقوانين والموارد الأساسية، وتوفير منصة عالمية للدول الناشئة والكبرى في قطاع الفضاء لعرض منجزاتها وتطويرها وتقديم رؤى جديدة لإدارة الفضاء وتنميته جنباً إلى جنب مع الدول الكبرى والتي بدأت مسيرتها في قطاع الفضاء منذ فترة طويلة
عتمد مركز محمد بن راشد للفضاء موعداً جديداً لمحاولة إطلاق المستكشف راشد، مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، حيث من المقرر إطلاق المستكشف نحو سطح القمر اليوم في تمام الساعة 12.37 ظهراً بتوقيت الامارات من قاعدة كيب كانافيرال الفضائية بولاية فلوريدا الامريكية، علما أن التواريخ والأوقات المحددة قابلة للتغيير بناءً على حالة الطقس والظروف الأخرى.
وتتضمن مهمة الإمارات لاستكشاف القمر «المستكشف راشد» العديد من المستهدفات العلمية التي تسعى لتنفيذها، وفي مقدمتها تعزيز خبرات وتجارب الكوادر المواطنة في ما يخص «بناء الروبوتات والمركبات الفضائية»، التي تعد خطوة جديدة نحو توطين هذه الصناعة، خاصة أن المهندسين الإماراتيين المتخصصين في علوم قطاع الفضاء أصبحوا مع المشاريع الوطنية الناجحة يمتلكون القدرة على الإسهام في تصنيع هذه المشروعات محلياً بمعدلات كبيرة وصلت في بعضها 100 %، مثل مسبار الأمل والقمر الصناعي خليفة سات و«MBZ-Sat».
والمستكشف راشد، وتشمل هذه الصناعات تطوير تكنولوجيا الاتصالات والأقمار الصناعية، وتكنولوجيا الفضاء للاستخدامات الأرضية وتصنيع البرمجيات والتقنيات الحديثة المتعلقة بالاتصال، وغيرها الكثير من الصناعات المرتبطة بهذا الشأن.
أولوية
وأوضح سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أن تطوير وبناء قدرات الكوادر المواطنة يحظى بأولوية قصوى، حيث يعملون على تعزيزها وترسيخها، وذلك من خلال إطلاق مشروعات نوعية جديدة تحتاج إلى خبرات وكفاءات متميزة.
مبيناً أنهم يستهدفون ضمن خطط المركز تعزيز توطين الصناعات الفضائية، خصوصاً أن المشروعات التي يعمل عليها المركز حالياً ومستقبلياً تعتمد في بنائها ومستهدفاتها العلمية على تكنولوجيات جديدة وصناعات متطورة.
وبيّن أن مشروعات مثل القمر الصناعي «خليفة سات» و«مسبار الأمل» وصولاً للقمر الصناعي mbzsat ومهمة الإمارات للقمر «المستكشف راشد»، تمثل الصناعة والمكونات الوطنية المحلية نسبة متقدمة جداً في بنائها وتصميمها.
مبيناً أن ذلك هو الهدف الذي يسعون لتأصيله ودعمه باستمرار من خلال إطلاق مشروعات جديدة وصعبة، يمكن من خلالها تكوين خبرات جديدة للمهندسين الإماراتيين، وتدريبهم على تحديات جديدة لاستكشاف قدراتهم وتطوير معارفهم وإمكاناتهم.
تقنيات جديدة
وقال: إن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، الذي من أهم أهدافه العلمية هو «تطوير تقنيات الروبوتات» الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، يسهم في رسم ملامح جديدة للاقتصاد الفضائي والمعرفي في الإمارات، كما أنه خطوة محورية من أجل تمهيد الطريق أمام إرسال مهمات استكشاف مستقبلية بسواعد أبناء الإمارات وتوطين التكنولوجيا التقنية للروبوتات الفضائية، وأن «المستكشف راشد» يؤسس لخبرات جديدة لكوادر المركز في ما يخص بناء «الروبوتات».
ومن جانبه أفاد الدكتور حمد المرزوقي، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، أن النجاح الحقيقي لمهمة الإمارات لاستكشاف القمر هو تطوير كفاءات وخبرات فريق المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين، وتوطين التكنولوجيا التقنية للروبوتات الفضائية، لافتاً إلى أنه تم تطوير المستكشف من جهة فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تم التصميم والبناء بجهود وطنية 100 %.
أجهزة حديثة
وأردف أن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر ينطلق من أهداف علمية، تشمل تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، واختبار أجهزة ومعدات تقنية تتم تجربتها للمرة الأولى، تتعلق بالروبوتات والاتصالات والتنقل والملاحة بهدف تحديد مدى كفاءة عملها في بيئة القمر القاسية، ما سيساعد على اختبار قدرات الإمارات قبل الانطلاق في مهمات استكشافية مأهولة إلى المريخ.
وشرح أن فكرة هذا المشروع انطلقت بعد تأسيس فريق «روبوتات الفضاء» ضمن «برنامج المريخ 2117»، وذلك لإنشاء مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر، وهو هدف ضخم يحتاج للعديد من الخطط المستقبلية للعمل عليه وتنفيذه، وبيّن أن هذا الفريق يعد الذراع التقنية لبرنامج المريخ، وسيقدم المشروع إجابات ومعلومات تحدد سير مهمتهم في استكشاف المريخ، وتفيد المعرفة البشرية.
دعم ضخم
وحظي تطوير قطاع الفضاء بأولوية استراتيجية في خطط الحكومة ومستهدفاتها، وتحتل صناعة الفضاء مكانة بارزة على خريطة الاقتصاد العالمي، وتشهد تطوراً سريعاً ونمواً ملموساً، حيث كان لا بد أن تتوجه الدولة نحو استشراف هذا النهج لترسيخ مكانتها الرائدة إقليمياً وعالمياً، انطلاقاً من رؤية قيادتنا الرشيدة، وتحقيقاً لطموحات البرنامج الوطني للفضاء 2117، بأن نكون من بين الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء.
0 Comments: