محمد بن زايد يشهد محاضرة بعنوان " كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات على النمو لمواكبة المستقبل"
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم الأربعاء، محاضرة بعنوان " كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات على النمو لمواكبة المستقبل"، والتي نظمها «مجلس محمد بن زايد» واستضافها جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي.
وكتب سموه في تغريدة عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «شهدت محاضرة ( كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات على النمو لمواكبة المستقبل )
الاستعداد للمستقبل وامتلاك أدواته ومن أهمها بنية تكنولوجية متكاملة ومتطورة تقوم على الابتكار والمعرفة، هو بعد إستراتيجي لدولة الإمارات.. قطعنا شوطاً مهماً على هذا الطريق والقادم أفضل بإذن الله».
كان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد قد شهد المحاضرة الرمضانية الرابعة هذا العام، التي نظمها «مجلس محمد بن زايد»، وألقاها، مساء أمس الأول الثلاثاء، سليم إسماعيل، المدير التنفيذي المؤسس لجامعة التفرد، وخبير استراتيجي في التكنولوجيا، بعنوان «كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات على النمو لمواكبة المستقبل»، في مجلس سموّه في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي.
حضر المحاضرة سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسموّ الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء «مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية»، والفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة «مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم»، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وعدد من الشيوخ والوزراء، وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي.
اكد المحاضر سليم إسماعيل، أن ما يثير في تجربة الإمارات أنك في بيئة تتدرب فيها على نمو متسارع وكبير، وهو تغير في العقلية يقود إلى مسار مختلف عما كنا نقوم به في تاريخنا، وطريقة الإمارات بتصميم المؤسسات للمستقبل أمر رائع جداً.
وقال: أفتخر بدولة الإمارات بكيفية تطوير الهياكل القانونية، لتكون متماشية مع المستقبل، فهناك عدد قليل من الدول في العالم تقوم بذلك. والإمارات تستبق الأحداث وتفتح مجالات رائعة في مختلف القطاعات.
أضاف: خلال زيارتي إلى الإمارات، زرت «أدنوك» واطّلعت على ما يحدث فيها من رقمنة وهو رائع للغاية.
وقال: سأتحدث عما نراه ما يحدث في العالم وبعض التحولات التي تحدث، والأمر الأهم كيف نتصرف ونتأقلم مع هذا العالم الذي نرى فيه تغيراً كبيراً وسريعاً وبشكل مثير يحدث أمام أعيننا، ونرى التحول الكبير لدى البشرية ربما لم نشهده في تاريخنا. وفي عام 1900، وجدنا أننا نضاعف القوة بشكل يزيد مئات السنوات أكبر بكثير من التنبّؤات، ورأينا حروباً وكساداً وصعوداً وهبوطاً وتغيراً في شكل أسواق الأسهم، ولكن مع ذلك نقول إن هذا الانحدار مستمر، ولكن من غير المنطقي، عندما يكون لدينا سلوك تكنولوجي في منتج ما.
وأكد أن قوة التكنولوجيا والمعلومات والبيانات التي تأتينا تتضاعف، والأمر الأهم صعوبة فهم النمط المضاعف، والإصدارات المتكاملة التي كانت تعتمد على تكنولوجيا واحدة، وإذا كانت لدينا بيئة معلومات يمكن معرفة ما يدور، ولكن وصلنا إلى نهاية دورة متكاملة، ولدينا الآن شكل مختلف تماماً، وهو عناقيد من التكنولوجيا، ومن ثم ندخل في عالم لديه شكل لا متناهٍ في الحوسبة في كل الصناعات وفي كل القطاعات، وننتقل من الندرة إلى الوفرة في التعليم والتكنولوجيا والطاقة، ومن ثم فإن السمة الأساسية للتكنولوجيا أنها تأخذ شيئاً نادراً وتجعله وفيراً، وهذا يحدث اليوم أمام أعيننا.
وتحدث المحاضر عن تجاربه، منها انضمامه إلى مجلس إدارة إحدى المؤسسات الكبرى في العالم، ويرأسها إيلون ماسك، حيث تنفق مئات الملايين من الدولارات على الابتكار، ولديها صناعة مقدارها تريليونا دولار لم تكن موجودة في السابق.
وقال إن الدروس التي تعلمها، هي عندما يكون هناك شكل ابتكاري تجديدي في مؤسسة كبيرة فسنرى الفرق، وهناك مقاومة التغير، حيث إن الابتكارات الجديدة تسبب مشكلة صعبة، والكثير من المؤسسات في العالم عانت مقاومة التغير والاستقراء الخطي.
وقال نحن نعرف كيف أن التكنولوجيات تعمل ضمن هذه النماذج، وهذا أمر فريد في تاريخ الإنسانية؛ ففي كل مرة كان هناك تكنولوجيا واحدة تتسارع، ولم يكن لدينا هذا العدد الكبير من التكنولوجيات التي تتحرك بتلك السرعة وتتضاعف كل 9 أشهر، والعقل البشري يتضاعف بما لديه من بيانات سنة بعد سنة، ولدينا نماذج التضاعف التي تنمو بسرعة، وكل هذا كله يقودنا إلى ديناميكيات رئيسية، منها الرقمنة التي تسير بسرعة، فهناك سرعة في الذاكرة على الهواتف النقالة وهو شكل تجديدي أوله التصوير الذي يأتي ضمن نماذج تحولت من الندرة إلى الوفرة، ونشعر في زمن الرقمنة أننا بحاجة إلى نماذج عمل مناسبة، ومن ثم نتعامل مع صناعات متلاحقة من خلال منظومة الوفرة.
وتطرق المحاضر إلى عدد من النماذج التي تستخدم فيها الرقمنة منها الزراعة العمودية، التي غيرت الكثير في هذا المجال، فهذا النوع من الزراعة يوفر 99% من المياه المستخدمة في الزراعة، خاصة أن 70% من المياه العذبة تستخدم في الزراعة، وهناك نظام رائع في أستراليا وهو استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه المالحة لإنتاج 17 ألف طن من البندورة سنوياً، وكذلك السيارات الكهربائية، واستخدامات الطاقة الشمسية، وسنة بعد سنة أداء الطاقة الشمسية يتضاعف ويدخل مجالاً بعد مجال.
وأضاف أننا كنا نرى اختراعاً واحداً في القرن، ولكن الآن نرى تغيراً كبيراً تجديدياً، فمثلاً الديمقراطية صممت لصناعة قرارات على مدى زمن طويل، والآن علينا اتخاذ قرارات سريعة، ونرى أن طريقة استقلاب الديمقراطية لم تعد تتناسب مع التغير المطلوب، وهناك الكثير من الدول تحدث أنظمتها، إلى جانب حدوث زيادة في متوسط العمر وما يرافق ذلك من تحديات ومنها التوتر، كما أن التركيز الآن على كيف نصمم الأنظمة في مؤسساتنا من اجل المستقبل ولكي تقود العالم.
وأكد أن التكنولوجيا الجديدة رخيصة وذات كلفة أقل وتعمل بشكل قوي للغاية، فمثلاً عملية تسلسل DNA كانت مكلفة. وكانت كلفة إطلاق سفينة الفضاء 600 مليون دولار، و«اسبيس اكس» خفضت قيمة الرحلة إلى 60 مليوناً، وسيكون هناك خفض لهذا الرقم ليصل إلى 6 ملايين.
وأشار إلى أن فكرة «اليبرلوب» التي قدمها إيلون ماسك، تمثل ابتكاراً رائعاً، وهناك عشرات آلاف رواد الأعمال يؤمنون بالتجديد المطلوب بالاعتماد على التكنولوجيا التي تتطور بسرعة، واستخدام التكنولوجيا التجديدية في تطوير أعمالنا.
وأكد أهمية التغير التجديدي في المؤسسات الكبرى، فإذا كان مسار الشركة أبطأ من العالم الخارجي، فستفشل، ويجب التركيز على ما يحدث داخلها الشركة. مشيراً إلى أن الشركات الأكثر سرعة في التأقلم مع التكنولوجيا الجديدة زادت أداءها بمقدار 40 ضعفاً، وكلما زادت مرونة المؤسسة زاد نجاحها، ما يتطلب احتضان التكنولوجيا المتغيرة والابتكارات.
وقدم المحاضر 3 اقتراحات لتطوير أداء الشركات باستخدام التكنولوجيا، أولها ضرورة احتضان التكنولوجيا المتغيرة والابتكارات، وثانيها أن تكون المؤسسات والهيئات الحكومية في العالم قابلة للتغير والتجديد، والثالث التجاوب مع هذه التغييرات وأن نغير عقليتنا تماماً، بما يتماشى مع التكنولوجيا الجديدة.
وعرضت في بداية المحاضرة مشاركات مرئية عبر الفيديو، للدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، وخليفة القامة، مدير إدارة المختبرات في مؤسسة دبي للمستقبل، وسابين شاو، المدير التنفيذي ل G42.
وقال الدكتور الظاهري إن من التحديات المهمة مواءمة التشريعات والسياسات والقوانين مع التغيرات التكنولوجية المتسارعة. مؤكداً أهمية الحاجة إلى تشريعات وقوانين للذكاء الاصطناعي المسؤول العادل، الذي لا يوجد فيه تحيّز، ويركز على الإنسان.
وقال خليفة القامة الذي قدم المحاضر، إن الطريق إلى الريادة يتطلب مجاراة روح العصر، ومع دوران عقارب الساعة تتقدم التكنولوجيا وتتنامى التحديات التي يسعى العقل البشري إلى تسخيرها.
المحاضر
سليم إسماعيل، رائد أعمال لديه روابط مع «ياهو» و«غوغل»، ومؤلف كتاب «المنظمات الأسية» الذي يصنف من أكثر الكتب مبيعاً.
0 Comments: