نجح «إكسبو 2020 دبي»، في تقديم لمحة عن مستقبل توصيل الطعام لزواره، عبر عدد من الشركاء الذين قدموا طيفاً متنوعاً من الوجبات التي جرى تحضيرها في مطبخ سحابي، وتوصيلها بطريقة مستدامة، بواسطة الروبوتات ودراجات السكوتر الإلكترونية، أو استلامها من خزائن ذكية مصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
ومن بين تلك الشركاء «طلبات»، التي ضم مطبخها السحابي 30 علامة تجارية، و15 مطبخاً مختلفاً، وعشر مركبات توصيل ذاتية القيادة، بالإضافة إلى روبوت يعد المثلجات والقهوة.
وأوضح أونور إلغون نائب رئيس الشؤون الاستراتيجية في «طلبات»، كيف ساهمت طلبات في تغيير تجربة طلب الطعام، وقال: في مطبخ «طلبات» بإكسبو، نبع الابتكار غالباً من مشكلة بحاجة إلى حل، مثل كيفية توصيل الطعام بفعالية أكبر.
وفي إكسبو، جربت «طلبات» استخدام الروبوتات لتوصيل الأطعمة على نطاق واسع. ووسط اهتمام كبير من زوار الحدث الدولي، قدمت هذه الابتكارات التقنية، لمحة عن مستقبل محتمل لطريقة طلبنا الطعام.
وأضاف: من المسائل الأخرى التي يمكن معالجتها مستقبلاً، إمكانية جعل خدمة التوصيل فعالة من حيث التكلفة، أثناء تغطية مساحة أكبر.
ويتمثل حل هذه المسألة، في استخدام الطائرات المسيّرة، لتوسيع نطاق التوصيل، وخدمة عدد أكبر من الزبائن، عبر الوصول إلى الأماكن والمناطق النائية.
وحول الطعام المعدّ بواسطة الروبوتات، يقول إلغون: قدم إكسبو لزواره نبذة عن مستقبل تحضير الأطعمة، من خلال روبوت في مطبخ طلبات، كان يصنع القهوة والمثلجات باستخدام ذراع آلية.
ولفت إلى أن دول مجلس التعاون، تضم العديد من الأبنية السكنية المرتفعة، فهناك نحو 50 % من السكان يعيشون في وحدات سكنية في طوابق أعلى من الطابق الخامس، ما يزيد من صعوبة خدمة توصيل الطعام.
لذا، يمكن أن تساعد الروبوتات في ذلك، بتثبيت روبوت مخصص في كل مبنى لغرض خدمات التوصيل.
ويمكن لعامل التوصيل، مسح رمز الاستجابة السريعة الموجود على الروبوت لفتح غطائه، ووضع طلبية الطعام أو مواد البقالة بداخله. ويمكن للروبوت بعد ذلك مواصلة الرحلة بدخول المبنى، واستدعاء المصعد عبر نقل البيانات لإتمام عملية التوصيل.
هذا من شأنه أن يوفر وقت سائقي دراجات التوصيل، وبالتالي، يمكنهم من إجراء عدد أكبر من عمليات التوصيل.
وأضاف: تُستخدم هذه التقنية بصورة جزئية بالفعل، وقد طُبّقت في موقع إكسبو، حيث زُوّدت روبوتات التوصيل بخريطة للموقع، إضافة إلى رموز استجابة سريعة، لتسهيل عملية التوصيل، وإبلاغ الروبوت بأكثر نقاط الاستلام والتوصيل ملاءمة، وإرسال التنبيهات للزبون.
وأوضح أن البشر والروبوتات يعملون جنباً إلى جنب، حيث يكمّل كل منهما الآخر، لتحقيق الكفاءة في الخدمات المقدمة للزبون.
وستغدو التكنولوجيا هنا عامل التمكين، عبر دعم عمال التوصيل، ليصبحوا أكثر كفاءة، ويتمتعوا بإمكانات أكبر للكسب، أثناء تخليصهم من بعض المهام التي تتطلب وقتاً طويلاً، مثل التنقل في أرجاء المباني، ما يوفر تجربة أفضل للمتعاملين.
وتابع: إلى جانب تجربة التوصيل، تتمثل تجربة أساسية أخرى في التحسين المستمر للمطابخ السحابية، وهي مطابخ لا تشتمل عادة على واجهة أو طاولة، وتعتمد على خدمة التوصيل فحسب. ويتيح هذا تحسين مختلف جوانب إعداد الطعام وتسليمه، بما يسمح بحجم طلبيات أكبر من المطاعم التقليدية.
توفر المطابخ السحابية أيضاً، مساحة لرواد الأعمال، ليجربوا بسرعة شتى المطابخ في مواقع جغرافية مختلفة، ويغيروا بسهولة قوائمهم لتلبية الأذواق المتغيرة».
وأشار إلى أن إلغاء الحاجة إلى التخطيط للضروريات المتكررة بكثرة، هدف تسعى «طلبات» إلى تحقيقه.
فعلى سبيل المثال، لو تمكنت طلبات من الاتصال بالثلاجة الذكية لزبون ما، استناداً إلى أنماط سلوكه، وبالاستعانة بالخوارزميات، فإن طلب الضروريات اليومية قبل نفادها، سيغدو ممكناً.
وسيعني الاعتماد على الأنماط السلوكية المستندة إلى البيانات، إمكانية سرعة طلب الطعام وأغراض البقالة وغيرها، واستلامها، وسيرتكز هذا على الذكاء الاصطناعي، والأجهزة المتكاملة والتعلم الآلي، لتسهم تقنيات من قبيل جمع المعلومات، في دفع قطاع توصيل الطعام قدماً.
0 Comments: