أكدت الدكتورة سعاد سلطان الشامسي مستشارة طيران، أول مهندسة طيران إماراتية، وأول باحثة عربية في مجال الطيران، أن دولة الإمارات باتت مثالاً يحتذى به عالمياً، في الاستراتيجية المتبعة بالمساواة بين الرجل والمرأة، بفضل دعم قيادتنا الرشيدة.
وأشارت خلال الجلسة الحوارية «طموح وريادة» التي نظمتها جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية في رأس الخيمة، مؤخراً، ضمن سلسلة برنامج كفاءات إماراتية، إلى أن بدايات تحقيق الحلم دائماً تكون صعبة، حيث كانت تسعى منذ صغرها إلى تعلم هندسة الطيران، خصوصاً بعد التخرج من مرحلة الثانوية، حيث أصبحت متأكدة تماماً من اقتراب تحقيق حلمي بالعمل مهندسة طائرات، وقتها بدأت في جمع المصروف اليومي وتسليمه لصاحب كراج سيارات في منطقة القوز الصناعية لتعليمها ميكانيكا السيارات.
تواصل
وأضافت: خلال مرحلة الجامعة كنت أترك المحاضرات للذهاب إلى الكراج، وهنا كانت الصدفة الأكبر التي غيرت مسار حياتي، حيث قابلت أحد الأشخاص داخل الورشة، وعندما شاهدني سألني عن سر تواجدي، ورويت له حلمي الذي أسعى له وغير قادرة على تحقيقه، وبعد أيام تواصل «برنامج إعداد القادة» ليخبروني بسفري إلى المملكة المتحدة لدراسة التخصص الذي طالما حلمت به.
7 سنوات
وأكدت الدكتورة سعاد الشامسي، أن البعثة استغرقت 7 سنوات، واجهت العديد من التحديات وتغلبت عليها بفضل الدعم اللا محدود من قيادتنا الرشيدة وعائلتي التي كانت خير سند طوال مسيرتي التعليمية والعملية، حيث كنت من السفراء الذين يحملون الأمانة وسمعة دولة الإمارات في الخارج، وحصلت من جامعة كوفنتري على درجة البكالوريوس في إدارة هندسة الطيران، ودبلوم عالي في هندسة الطيران من جامعة هارتفوردشاير في المملكة المتحدة، ودرجة الماجستير في إدارة الطيران من المملكة المتحدة، ودرجة الدكتوراه من الأكاديمية الأمريكية للدراسات المتخصصة في التخصص نفسه.
وأشارت إلى أن مرحلة الاغتراب تركت أثراً كبيراً في حياتي المهنية، واكتسبت خلالها حرفة الكتابة الروائية، حيث كنت استغل فترة تنقلاتي بالقطار إلى المنزل في القراءة، ومنها انطلقت إلى عالم كتابة الروايات، وأصدرت 5 قصص روائية منها «زهرة السوسن» و«أمنيتي أن أقتل رجلاً» التي تعتزم إصدار الجزء الثاني من الرواية خلال العام الجاري، لتؤكد أن المرأة الإماراتية تستطيع أن تثبت ذاتها في أكثر من مجال.
وأوضحت الشامسي، أعمل في مجال هندسة الطيران منذ 23 عاماً، وكانت بدايات العمل مليئة بالتحديات في ظل النظرة العامة بأن هذا المجال مخصص للرجال نظراً لظروف العمل به وطبيعته، بالإضافة لمدى تقبل المجتمع لعمل المرأة في هذا المجال الصعب، حيث كانت الأغلبية تتخوف على الفتاة العمل بهذا القطاع وسط كل التحديات والأجواء المعقدة، داعية أبناء وبنات الإمارات إلى الدراسة المستمرة والإطلاع على الأبحاث الدورية.
قدوة
وقالت: الوالدة كانت الداعم الأول لي، والذي أوصلني وأشقائي لما نحن عليه اليوم، حيث نجحت أمي في تربية عائلة مثالية بعد وفاة والدي، وكان عمري وقتها 10 أشهر، لتتحمل مسؤولية بناء الأسرة واستكمال تعليمها في وقت واحد، فأختي أول جراحة أطفال بالدولة، وإخوتي يعملون في السلك الدبلوماسي والسلك العسكري.
.jpg)
